قالوا ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا
إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 5] فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي
الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة، بل يظن أن ذلك هو
التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظن أن معناه
لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار
أعلم منه بمعنى (لا إله إلا الله)[1]
فهذه الكلمات الخطيرة تحوي
تصريحات بكفر كل الأمة ما عداهم، ذلك أنه يعتبر أن كل متوسل أو متبرك بالقبور
والأشجار ونحوها مشركا شركا جليا، بل هو يتهم العلماء بذلك الشرك الجلي.
بل هو يعتبرهم أعداء يدعو
لحربهم بكل الوسائل، فيقول: (وجوب التسلح بالكتاب والسنة لدحض شبهات الأعداء إذا
عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم
وحجج. فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير سلاحا لك تقاتل به هؤلاء الشياطين..
ولكن إذا أقبلت على الله وأصغيت إلى حجج الله والعامي من الموحدين يغلب الألف من
علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: 173] فجند الله هم الغالبون
بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان)[2]
وهو يشير بقوله هذا، وبكل
صراحة لكل علماء عصره ومن سبقهم ممن يقولون بالتوسل والتبرك.. يقول الشيخ حسن بن
فرحان المالكي معلقا على النص السابق: (هذا تكفير واضح لعدد كبير من العلماء
ويستحيل في العادة أن يوجد مثل هذا العدد الكبير (ألف) من العلماء الكفار في بلد واحد؛
فاعرف هذا فإنه مهم وهو من أدلة من يتهم الشيخ