لله ولآدم كلٌ على ما يليق به.
وقد بسط الكلام على المسألة وبيان عود الضمير على الله أبو العباس ابن تيمية في
بيات تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية بسطاً شافياً)[1]
ولو أن الذي قال هذا غيره
لنقل له ما قال الشيخ حمود بن عبدالله بن حمود التويجري في الصورة، وفي تكفير كل
من أنكرها، في كتابه العظيم [عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن]،
ومن ذلك قوله ـ عند ذكره دوافع تأليف كتابه ـ: (ولا يزال القول بمذهب الجهمية
مستمرا إلى زماننا. وقد رأيت ذلك في بعض مؤلفات المعاصرين وتعليقاتهم الخاطئة.
وذكر لي عن بعض المنتسبين إلى العلم أنه ألقى ذلك على الطلبة في بعض المعاهد
الكبار في مدينة الرياض. ولما ذكر له بعض الطلبة قول أهل السنة أعرض عنه وأصر على قول
الجهمية. عافانا الله وسائر المسلمين مما ابتلاه به)[2]
لكن بما أن ابن حجر هو الذي قال
هذا، فقد عفي عنه، وتساهلوا معه.. ولست أدري كيف، ولا بأي نص، ولا بأي عذر.
وقال الشبل ردا على تأويل ابن
حجر للخلة [3]: (إطلاق الخلة وهي أعلى درجات
المحبة على الله صحيح وعلى الحقيقة اللائقة بالله، كما في صريح القرآن والسنة. وهي
صفة ثابتة لائقة بالله لا تستلزم تشبيهاً ولا تمثيلاً، بل لله خلة لائقة به كما أن
له سمعاً وبصراً وحياة تليق به. ونفي الخلة عن الله هو قول الجهمية عن الجعد، كما
قال ابن القيم:
[1]
التنبيه على المخالفات العقدية في فتح
الباري، ص25.
[2]
عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على
صورة الرحمن 1/ 6).
[3]
قال ابن حجر في الفتح 6/448: (وأما
إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة، وقيل: الخلة أصلها الاستصفاء، وسُمي
بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى، وخلة الله له نصره وجعله إماماً)