قال: (ولا يخفى على ابن باز
أيضا حكم من لم يثبت الصوت للباري وقال بالكلام النفسي، فقد أحال في رسالته (العقيدة
الصحيحة وما يضادها) إلى السنة لللالكائي، وقد تقدم قول اللالكائي –رحمه الله تعالى- فيمن قال بالحكاية،
وابن باز قد اطلع
أيضا على شرح ابن حجر الذي قال فيه:(قوله ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف: 54] هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى)، وقد
قال عبد الرحمن بن حسن عمن ينكر حقيقة الاستواء: (قوله: (فليس فوقك شيء) نص في
أنه تعالى فوق جميع المخلوقات؛ وهو الذي ورد عن الصحابة، والتابعين من المفسرين
وغيرهم، في معنى قوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] إن معنى استوى: استقر، وارتفع،
وعلا، وكلها بمعنى واحد؛ لا ينكر هذا إلا جهمي زنديق، يحكم على الله وعلى أسمائه
وصفاته بالتعطيل..)[1]
وقال: (وابن باز لا يخفى عليه
حكم السلف في المفوضة، فقد قال في مجموعه: المفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من
الجهمية، والتفويض أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط وهذا لا يجوز؛ لأن
معانيها معلومة عند العلماء. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول)[2]
وقال: (ثم إن ابن باز لا يخفى
عليه أن أهل السنة مجمعون على البراءة والتحذير من المؤولة، فقد قال في مجموعه:
أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة،
ومن سار في ركابهم، وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة والجماعة، وتبرؤوا منه، وحذروا
من أهله)[3]