نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
أن يحصيه
إلا الله، حتى إنه لما جمع الناس العلم، وبوبوه في الكتب، فصنف ابن جريج التفسير
والسنن، وصنف معمر أيضا، وصنف مالك بن أنس، وصنف حماد بن سلمة، وهؤلاء أقدم من صنف
في العلم، فصنف حماد بن سلمة كتابه في الصفات، كما صنف كتبه في سائر أبواب العلم،
وقد قيل: إن مالكا إنما صنف الموطأ تبعا له، وقال: جمعت هذا خوفا من الجهمية أن
يضلوا الناس لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل، وكذلك كان يجمعها ويحث بها غير
واحد من أئمة السلف لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل)[1]
وقال في موضع
آخر: (وأيضاً فقد جمع العلماء من أهل الحديث والفقه والكلام والتصوف هذه الآيات
والأحاديث، وتكلموا في إثبات معانيها، وتقرير صفات الله التي دلت عليها هذه
النصوص؛ لمَّا ابتدع الجهمية جحد ذلك والتكذيب له)[2]
وقد بدأت تلك
التصانيف منذ القرون الأولى، وربما يمكن تقسيمها إلى نوعين:
النوع الأول: الكتب المصنفة في جميع الصفات
وهي الكتب
التي تجمع ما ورد من الروايات حول ما يعتبرونه صفات الله تعالى، وهي كثيرة جدا،
وقد ذكر ابن تيمية بعض أسمائها، داعيا إلى الاهتمام بها، فقال ـ بعد ذكره لما ورد
في الصحاح والسنن من الأحاديث التي يسمونها أحاديث الصفات ـ : (فإن هذه مفردة
لجميع أحاديث الصفات، وكذلك تضمن كتاب السنة من سنن ابن ماجة ما تضمنه، وكذلك تضمن
صحيح مسلم، وجامع الترمذي، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، ومسند
موسى بن أبي قرة الزبيدي، ومسند أبي داود الطيَّالسي، ومسند ابن وهب، ومسند أحمد
بن منيع، ومسند مسدد، ومسند إسحاق بن راهوية،