نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 320
وهذه نعمة
ومعدة يرغب فيها كل الملوك.. وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث
الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة.أن رسول الله a قال: (اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته
أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة)[1]
وقد أيده في
قوله هذا النووي فقال: (وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن
مستحقا للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه
في الحقيقة يصير دعاء له)[2]
وهكذا أصبح
المدنس يعقب على المقدس، ويصحح له مواقفه، بل يصحح له دعواته ولعناته، ولست أدري
هل هم يتحدثون عن نبي لا ينطق عن الهوى، أم يتحدثون عن أي صنم من الأصنام التي
اتخذوها من دون الله.
ثالثا ـ تغيير المقدس.
من تجليات
سيطرة المدنس على المقدس في التراث السلفي تلك التغييرات الكثيرة التي أحدثوها في
العقيدة والشريعة سواء كانت من باب الإضافة المجردة لما لم يذكر من العقائد أو
الأحكام، أو من كان من باب تبديل أحكام بأحكام.
وقد ذكرنا
الأمثلة الكثيرة على ذلك فيما يرتبط بالجوانب العقدية في كتابي [السلفية والوثينة
المقدسة] و[السلفية والنبوة المدنسة]، حيث ذكرنا تلك العقائد السلفية الكثيرة في
الله وفي النبوة والتي تخالف تماما ما ورد في القرآن الكريم.. بل تخالف ما يقوله
العقل والفطرة، والتي انتهت بتجسيم الله، وتدنيس الأنبياء.