بل ورد في
آية أخرى الدلالة على أن الأمة ستفترق بعده a
إلى ثلاث فرق، قال تعالى: ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ
بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر: 31، 32]
وقد ورد في
الحديث ما يبين أن هذه الفرق تشمل الصحابة فمن بعدهم، فقد روي أن عائشة سئلت عن
الآية الكريمة، فقالت ـ ردا على من سألها ـ: (يا بني، هؤلاء في الجنة، أما السابق
بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله a،
شهد له رسول الله a بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن اتبع
أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم)[1]
بل قد ورد في
أحاديث كثيرة ما يشير إلى أن الجيل الذي يأتي بعده a
ـ كسائر الأجيال ـ لا ضمانه له بأن يبقى ملتزما، فالنجاح في الاختبار الإلهي هو
الذي يحدد مصير كل إنسان، وما دام حيا، فهو عرضة للنجاح والسقوط.
فقد روي أن
رسول الله a قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد
عليهم، فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم، أسلمنا كما أسلمو، وجاهدنا كما
جاهدوا، فقال رسول الله a: (بلى، ولكن لا
أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر، ثم بكى. ثم قال: أئنا لكائنون بعدك؟!)[2]
وفي حديث
آخر: أن النبي a قام على أهل البقيع، فقال: (السلام عليكم
يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين. لو تعلمون نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم)،
ثم نظر