ثم اسقط هذه
المناظرة بسبب عدم كفاءة من يناظره، فقال: (فقد تحقق أن هذه المناظرة التي دعوا
إليها ساقطة سقوط شرطها الأساسي مِن قِبَلهم وهو النظير) [2]
بل إن الشيخ
الإبراهيمي يتعمق
إلى أعماق نياتهم حين يذكر الدافع الحقيقي لهم من وراء المناظرة: (أَلا إنهم من
إِفْكِهم ليتداهون ويختلون بهذه الدعوة إلى المناظرة، لنُجِيبَهم فنعترف لهم
بالكفاءة، أو نسكت عنهم فيقولوا عنا: أَحْجَموا وخافوا، أو نُجيبَهم بالحقيقة (كما
فعلنا) فيقولوا: إن جمعية العلماء تحتقر العلماء ويتباكون ويشنعون)[3]
وهذا
الاستعلاء في التعامل مع المخالف، وعدم قبول الحوار معه، أو الحوار معه باستعلاء
هو ما تمارسه السلفية في حوارها مع المخالف، وخصوصا مع الشيعة، فهي تملأ حواراتها
ضجيجا وفوضى، لأن هدفها ليس البحث العلمي، وإنما إثارة الفوضى، ونشر الفتنة.
الهجر:
ويريدون بذلك
قطع أي صلة مع من يرونه مبتدعا، وقد اعتبروا ذلك من السنن التي تميز السلفيين
السنيين على غيرهم، ولهذا نجد الحديث عن هر المبتدع في كل كتبهم الواصفة لعقيدة
السلف، ومن ذلك ما ورد في كتاب (قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر) لأبي الطيب
محمد صديق خان (المتوفى: 1307هـ) تحت عنوان ( فصل من السنة هجر أهل البدع] جاء
فيه: (ومن السنة هجران أهل البدع، ومباينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين
والسنة، وكل محدثة في الدين بدعة، وترك النظر في كتب