نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261
يتهمون كل من
لم يكن على مثل غلوهم بأنه عدو لذاك الفاضل) [1]
ويرى أن ابن
تيمية كان من أكثر الناس استعمالا لهذا المنهج، فيقول: (وكان كثيراً ما يجري المقارنات
بين الأشخاص الذين غلا فيهم قوم، وجفا عنهم آخرون، فيصد غلو هؤلاء بجفاء أولئك، ويخرج
من بينهما الرأي الصحيح في ذا ك الشخص الفاضل، فهذه الطريقة تميز بها شيخ الإسلام،
ولم يستخدمها مع على والخلفاء الثلاثة كما يعتقد أعداؤه، وإنما هي طريقة مطردة له رحمه
الله في كل موقف مشابه) [2]
وما ذكره
الخراشي من منهج ابن تيمية هو نفسه ما أقر به في تعامله مع الخصوم والمخالفين من
ضرب بعضهم ببعض، لا بالبحث عن الحقيقة، والتحري عنها بحسب ما تقتضيه الموضوعية
العلمية.
يقول ابن
تيمية في تبريره لهذا المنهج التضليلي: (أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى،
فإن المسلمين يؤمنون بأن المسيح عبد الله ورسوله، ولا يغلون فيه غلو النصارى، ولا يجفون
جفاء اليهود. والنصارى تدعى فيه الإلهية وتريد أن تفضله على محمد وابراهيم وموسى بل
تفضل الحواريين على هؤلاء الرسل، كما تريد الروافض أن تفضل من قاتل مع على كمحمد بن
أبي بكر، والأشتر النخعي على أبي بكر وعمر وعثمان وجمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار،
فالمسلم إذا ناظر النصراني لا يمكنه أن يقول في عيسى إلا الحق، لكن إذا أردت أن تعرف
جهل النصراني وأنه لا حجة له، فقدر المناظرة بينه وبين اليهودي، فإن النصراني لا يمكنه
أن يجيب عن شبهة اليهودي إلا بما يجيب به المسلم، فإن لم يدخل في دين الإسلام وإلا
كان منقطعاً مع اليهودي، فإنه إذا أمر بالإيمان بمحمد k،
فإن قدح في نبوته بشئ من الأشياء، لم يمكنه