responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25

أهلوهم وأقاربهم، فلما جاء الإسلام ميزوا بينه وبين الجاهلية، وأدركوا البون الشاسع بينهما، بينما فقد المتأخرون من أجيال الخلف معنى الجاهلية الحقيقي، فاختلط عليهم الأمر.

هذا تلخيص بسيط للأدلة التي يسوقها السلفية في القديم والحديث حول سبب تقديمهم للسلف، واكتفائهم بهم.. وهم يكررونها في كل محل، وبصيغ مختلفة[1].

ولكنهم ـ قصدا أو عمدا ـ يغالطون فيما يطرحونه مغالطات كثيرة، وأول تلك المغالطات استعمالهم الأدلة في غير محلها، فالآيات الكريمة التي ذكرت فضائل الصحابة وأعمالهم الصالحة، لم تشر أي إشارة إلى تلقي الدين عنهم، أو حتى الاقتداء بهم، لأن الاقتداء في القرآن الكريم لم يرد إلا في موضعين، ولجهتين.

الأولى: الاقتداء برسول الله a، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]

والثانية: الاقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كما قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: 90]

أما ما ورد غير ذلك، فهو مرتبط بالأنبياء لا بالأتباع كقوله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4]

وهكذا يقال في ذكر رسول الله a فضل القرون الثلاثة الأولى، فهو خاص ـ في حال صحته ـ بالإشادة بأعمالهم الصالحة، ولا علاقة له بتلقي تفسير الدين عنهم.


[1] لخصنا ما ذكرناه هنا من أدلة من كتب مختلفة أهمها: (لماذا اخترت المنهج السلفي؟) للشيخ سليم بن عيد الهلالي، وغيره.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست