نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218
منهم مَن
يزعم أنه حديث مكذوب؛ لأنه لا يعجبه ولا يوافق مزاجه، فهم يستقذرون الأكل بالأيدي
وهي آلة الطعام التي خلقها الله وهي التي يَثِقُ الآكل بنظافتها وطهارتها إذا كان
نظيفًا طاهرًا كنظافة المؤمنين.. أما الآلات المصطَنَعة للطعام فهيهات أن يطمئن
الآكل إلى نقائها إلا أن يتولَّى غسلها بيده، فأيُّهما أنقى؟ ثم ماذا في أن يلعق
أصابعه غيره إذا كان من أهله أو ممَّن يتَّصل به ويخالطه إذا وَثِق كلٌّ منهما من
نظافة صاحبه وطهره، ومن أنه ليس به مرضٌ يُخشَى أو يُسْتَقذر)
[1]
وقد ذكر بعد
هذا بعض الأحاديث، ثم علق عليها بقوله: (وقد اشتملت هذه الأحاديث على عدَّة فوائد
وآداب من آداب الأكل: الأولى: مشروعية الأكل باليد بخلاف ما عليه المتشبِّهون
بالإفرنج وأضرابهم من الأكل بالملاعق واستقذار الأكل بالأيدي، وفعل أعداء الله
وأشباههم أَوْلَى بالاستقذار من فعل المسلمين، وذلك أن أحدهم يدخل الملعقة أو
بعضها في فيه ثم يخرجها وقد علق اللُّعاب بها فيغمسها في الطعام بما علق بها ثم
يدخلها في فيه مرة أخرى، وهكذا يفعل إلى أن يفرغ من أكله، وأما الأصابع فإن الآكل
بها لا يدخلها في فيه وإنما يدخل اللقمة فقط وتكون الأصابع من خارج فيه فلا يعلق
بها اللعاب كما يعلق بالمعلقة. والقول في أكل اللحم بالأشواك التي أحدَثَها أهل
المدينة من الإفرنج ومَن يتشبَّه بهم كالقول في الأكل بالملاعق سواء، فكلاهما أَوْلَى
بالاستقذار من الأكل بالأيدي. والأكل بهما خلاف هدي رسول الله k الذي
هو الغاية في النظافة والنزاهة والبعد عما يُكرَه ويُستَقذر) [2]
ومن أنواع
التشبه بأعداء الله ـ كما يذكر التويجري ـ (الإشارة بالأصابع عند السلام، وكذلك الإشارة بالأكفِّ
مرفوعة إلى جانب الوجه فوق الحاجب الأيمن كما
[1] الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين، ص174.
[2] الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين، ص174.
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218