نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
رجال... لا
حقائق
اللبنة
الأولى التي يتأسس عليها العقل السلفي هي [السلف]، وهم يقصدون بهم ـ بناء على حديث
ورد في ذلك يرددونه كثيرا ـ أصحاب القرون الثلاثة الأولى.
والحديث هو
قوله a : (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم، ثم يأتي من بعد ذلك ناس يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون،
وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن)[1]
ومع أن هناك
اختلافا في دلالة القرن في اللغة، لأن هناك من يذكر أنه أربعون سنة، ومنهم من يذكر
أنه ثمانون، ومنهم من يذكر أنه مطلق من الزمان، ومنهم من يذكر أنه لا علاقة له
بالزمن.. ولكن السلفية يرجحون ـ بناء على بعض الاعتبارات ـ أن المراد منه مئة سنة.
ومن الأدلة
التي يوردونها في ذلك رواية عن عبد الله بن بسر المازني، وقوله a له: (لتبلغن قرناً) فعاش مئة سنة[2].. ويروون عن ابن عمر أن النبي a صلى ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم
قال: (أرأيتم ليلتكم هذه، على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو على
ظهر الأرض أحد)، قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله a تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة، وإنما
قال رسول الله a: لا يبقى اليوم ممن هو على ظهر الأرض،
يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن[3].