نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181
لا تدور فكيف
دارت جملتها.. فلما لم يكن كذلك بطلت هذه العلة وسائر العلل التي حكيناها عن مخالفينا
وصح بما قلنا أن الأرض واقفة بقدرة الله تعالى وإنها متناهية من كل جهة كما بيناه وإذا
بطلت أقوال مخالفينا في هذه المسألة صح قولنا فيها)[1]
انطلاقا من
هذا سنحاول هنا ـ باختصار ـ أن نبين كيف استطاعت القوة الوهمية في العقل السلفي أن
تتسلط على القوى العاقلة، وتسخرها لها، بل تسخر معها النصوص المقدسة من الكتاب
والسنة، مستعملة في ذلك كل صنوف الحيل والخداع.
ا ـ تطويع النقل للوهم:
من أخطر ما
مارسه السلفية في كل عصورهم هو ذلك الإخضاع المقيت للنصوص المقدسة، لتتحول إلى
أدوات لحمل الخرافة والدجل وكل أصناف التشويهات.
ولكن الذي
فعلوه في عصرنا الذي فتحت فيه خزائن العلوم بمختلف أصنافها، أكثر الأمور خطورة
لاعلى توجههم الذي يحرصون عليه أكثر من حرصهم على الإسلام [التوجه السلفي]، وإنما
على الإسلام نفسه.
ولذلك نرى
مقولاتهم في مواقع المبشرين والمستشرقين والملاحدة والتغريبيين مختلطة مع النصوص
القرآنية والأحاديث النبوية، وهم يفسرونها وفق الرؤية الخرافية، ويعتبرون المنكر
لذلك ضالا مضلا.
ومن أمثلة
ذلك قول الشيخ ابن عثيمين عند
حديثه عن مسألة دوران الأرض، وتطويعه للنصوص المقدسة، قال: (.. لكن الشيء الذي أرى
أنه لا بد منه هو أن نعتقد أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وهي التي يكون بها
اختلاف الليل والنهار، لأن