نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
وله، ولكن
المعنى نستفصل: ماذا تريد في جهة؟ إن أردت الله تعالى في جهة تحيط به إحاطة الظرف
بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك سفل ومخالطة للمخلوقات فهذا أيضا باطل
ممتنع على الله، فليس الله تعالى في جهة السفل، وليس في جهة تحيط به إحاطة الظرف
بالمظروف، وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط
به، ما ثم إلا هو عزو وجل فهذا حق)[1]
ومثله قال محمد
صديق خان القنوجي: (فإن قال القائل: إن الله في جهة قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد
أنه سبحانه في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في جوف السموات، أم تريد
بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العالم شيء من المخلوقات، فإن
أردت الجهة الوجودية، وجعلت الله محصورا في المخلوقات، فهذا باطل، وإن أردت الجهة
العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائن عنها فهذا حق)[2]
ويقول ابن
أبي العز: (وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله
وحده، فإذا قيل إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح)[3]
ثانيا ـ التوهم والحقائق الكونية
مثلما تخبط
العقل السلفي في تصوراته للحقائق الدينية نتيجة تغليبه للوهم على العقل، وإخضاعه
النقل للهوى، حصل ذلك معه في تصوراته المرتبطة بحقائق الكون، والتي لم يخالف فيها
عقلاء المسلمين فقط، بل خالف فيها العالم أجمع، بل إنه أصبح بسببها موضع سخرية من
كل عقلاء العالم، بل إنه أصبح أداة لتشويه الإسلام والتحذير