نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
والحيل،
والتوصل إلى الأغراض بالتلبيس والخدع .. وذكروا أن من خصائص هذه القوة إدراك
المعاني الجزئية، واستنباط الحيل والدقائق التي يتوصل بها إلى المقاصد الصحيحة ..
ثم ذكروا أن
هذه القوة تستخدم ثلاثة قوى موجودة في الإنسان هي: (الواهمة والخيال والمتخيلة)،
وذكروا أن وظيفة القوة الأولى أي الواهمة إدراك المعاني الجزئية، ووظيفة القوة الثانية أي الخيال إدراك الصور، وظيفة القوة الثالثة أي المتخيلة التركيب والتفصيل بينهما.
والفلاسفة
المسلمون يربطون هذه الأنواع الثلاثة للقوى بأنواع النفوس المذكورة في القرآن
الكريم: فـ (ما ورد في القرآن من النفس المطمئنة واللوامة والأمارة بالسوء، إشارة
إلى القوى الثلاث: العاقلة والسبعية والبهيمية .. فإذا غلبت قوتها العاقلة على
الثلاث الأخر، وصارت منقادة لها مقهورة منها، وزال اضطرابها الحاصل من مدافعتها
سميت مطمئنة، لسكونها حينئذ تحت الأوامر والنواهي، وميلها إلى ملائماتها التي
تقتضي جبلتها، وإذا لم تتم غلبتها وكان بينها تنازع وتدافع، وكلما صارت مغلوبة
عنها بارتكاب المعاصي حصلت للنفس لوم وندامة سميت لوامة.وإذا صارت مغلوبة منها
مذعنة لها من دون دفاع سميت أمارة بالسوء لأنه لما اضمحلت قوتها العاقلة وأذعنت
للقوى الشيطانية من دون مدافعة، فكأنما هي الآمرة بالسوء) [1]
وليبسطوا هذه
المعاني، فقد شبهوا اجتماع هذه القوى في الإنسان باجتماع حكيم وكلب وخنزير وشيطان
في مربط واحد.وكان بينها منازعة، وأيها صار غالبا كان الحكم له، ولم يظهر من
الأفعال والصفات إلا ما تقتضيه جبلته.