نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 133
قول شعبة: (كان
أبو هريرة يدلس): (قلت [أي الذهبي] : تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه، فإن تدليسهم
عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول)[1]
لكن لست أدري
كيف يستقيم هذا مع أن أبا هريرة لا يروي فقط أقوالا بل يضيف إليها مواقف حصلت له،
مع أنها لم تحصل.. فهو يصدر معظم رواياته بقوله: قال رسول الله k أو
سمعت، أو حدثني دون أن يكون سمع من النبي k أو تحدث معه.. بل إنه فوق ذلك روى مشاهد
كثيرة لم يحضرها، كحديثه عن فتح خيبر، وحديث دخوله على رقية زوجة عثمان، التي
توفيت في الثانية من الهجرة، رغم أنه أسلم بعد فتح خيبر سنة سبع من الهجرة.. وأنه
أفتى بفطر من أصبح جنبا في رمضان قبل الغسل، ولما بلغه عن عائشة وأم سلمة خلاف
ذلك، قال: إنه لم يسمعه من النبي k وإنما أخبره به الفضل بن عباس.
لكن المحدثين
وجدوا مبررات تنفي هذا الغموض، وتستر هذه الثغرة، فذكروا أن قول أبي هريرة: (سمعت،
أو حدثني، أو قال فلان، أو قال رسول الله k)
حتى ولو لم يحصل ذلك كله، فإنه مرسل من الصحابة .. والصحابة كلهم عدول.
واعتذروا
لذلك أيضا بما قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة
قالوا: سموا لنا رجالكم...)[2]
وهذا تبرير
أخطر، لأنه يدل على أن الأمر كان قبل ذلك سائبا يحدث من شاء بما شاء، من غير أن
يطالب بأي بينة.
وقد رووا في
ذلك عن حميد قوله: (كنا مع أنس بن مالك، فقال: والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من
رسول الله k، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ولا
يتهم بعضنا