نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 131
ثالثا ـ التساهل مع المدلسين:
من أخطر
الظواهر التي أصابت علم الحديث في مقاتل لم يجد لها حلا ولا علاجا ظاهرة التدليس[1]، والتي جعلته يتساهل في الحكم على أصحابها خشية أن
تضيع كل جهود المحدثين سدى.. ذلك أنه ـ بإقرار المحدثين ـ لم يكد ينجو من التدليس
أحد من الرواة، بل حتى من كبارهم.
وتكمن خطورة
التدليس في أن له علاقة بأهم وأدق علوم الحديث: علم الرجال، وعلم العلل، وعلم
المصطلح .. بالإضافة إلى كونه سببا غامضا خفيا يصعب تحديده بدقة.. بالإضافة إلى اختلاف
العلماء في تحديد مراتبه وتعريفها وبيان ضوابطها، واختلافهم فيمن يتصف بها من
الرواة ..
والأخطر من
ذلك كله أن أكثر رجال البخاري ومسلم ـ وهم الذين يعتبرهم المحدثون في أعلى درجات
الوثاقة ـ ذكروا في المدلسين.. فكيف بغيرهم؟
ولذلك فقد
استعمل المحدثون كل ما أوتوا من حيلة لتبرير التدليسات التي وقع فيها رجالهم،
وخاصة من يعتبرونهم من الثقاة، كما صنع الحافظ ابن حجر العسقلاني
[1] قال ابن حجر في تعريفه:واشتقاقه من الدَلَسَ
بالتحريك، وهو اختلاط الظلام بالنور ؛ سمي بذلك لاشتراكهما في الخفاء)، نزهة النظر
شرح نخبة الفكر (ص 39)
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 131