نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
أعلام دينه،
واتباع سنن نبيه، بالدّؤُب في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن
ورفض الأهواء والتفقه فيها بترك الآراء، فتجرد القوم للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه
وكتبوه، وسألوا عنه وذاكروا به ونشروه وتفقهوا فيه وأصلوه وفرعوا عليه وبذلوه
وبينوا المرسل من المتصل والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من
المفسوخ والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل والمختصر من المتقصىَّ والملزوق من
المتفصىَّ والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص والمباح من المزجور والغريب من
المشهور والغرض من الإرشاد والحتم من الايعاد والعدول من المجروحين والضعفاء من
المتروكين وكيفية المعمول من المجهول وما حرف عن المخزول وقلب من المنحول من مخايل
التدليس وما فيه التلبيس حتى حفظ اللّه بهم الدين على المسلمين وصانه من ثلب
القادحين، جعلهم عند التنازع أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة
الأنبياء ومأنس الأصفياء)[1]
ومثله قال أبو
محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (المتوفى سنة 360 هـ) دفاعا على أهل
الحديث، وبيان مكانتهم:(اعترضت طائفة ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله، فقالوا بنقص
أصحاب الحديث والإزراء بهم وأسرفوا في ذمهم والتقول عليهم وقد شرف اللّه الحديث
وفضل أهله وأعلى منزلته وحكمه على كل نحلة وقدمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله
وعنى به، فهم بيضة الدين ومنار الحجة وكيف لا يستوجبون الفضيلة ولا يستحقون الرتبة
الرفيعة وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين، وأخبروا عن أنباء التنزيل، وأثبتوا
ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما عظمه اللّه عز وجل به من شأن الرسول k، فنقلوا شرائعه ودونوا مشاهده وصنفوا أعلامه
ودلائله