نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
الروایه
لا الدرایه
الركن الثالث
الذي يقوم عليه بنيان العقل السلفي هو [الرواية]، أو هو حكاية الأقوال والنصوص
وترديدها وحفظها.. وهو بسبب مهارته في هذا الجانب، وإغفاله لأدوات التحليل
والمناقشة والنقد، أو إغفاله لأدوات الدراية أصبحت هذه الأدوات ضامرة عنده، وإن
استعملها فهو يستعملها ليقبل ما يشاء من الروايات، أو يرفض ما يشاء منها.
والعقل
السلفي بسبب امتلاكه لهذه الأداة يتصور أنه امتلك كل شيء، ولهذا نرى فيه ذلك
التعالي على جميع طوائف الأمة وعلمائها.. بسبب توهمه أنه ما دامت الرواية له،
فالحديث له..
وبما أن
الحديث هو المصدر الأساسي للدين بعد القرآن الكريم أو مع القرآن الكريم.. فلذلك
صار شطر الدين له بهذا الاعتبار..
أو ربما صار
كل الدين له، لأن الحديث يمثله رسول الله k
.. ورسول الله k ـ في العقل السلفي
ـ ليس سوى أقواله وأفعاله وتقريراته، ولذلك فإن من يرويها هو الأحق برسول الله k.. ولذلك نراهم يحتكرون رسول الله k لأنفسهم باحتكار الرواية عنه.
وبناء على
ذلك نرى ذلك التعالي الذي تنضح به كتبهم على سائر الأمة، بل إنهم وضعوا كتبا خاصة
تمجدهم، وطالبوا الأمة بالإيمان بها، فمن لم يؤمن بأهل الحديث لم يؤمن بالحديث،
ومن لم يؤمن بالحديث لم يؤمن برسول الله k.
ولهذا نرى
سلفهم وخلفهم يرددون ما يردد شيخ إسلامهم ابن تيمية حين يقول في استعلاء وكبرياء
كل حين: (وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث
والسنّة الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلا رسول الله k،
وهم أعلم
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105