نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
للدفاع عن عصمة الأنبياء، والمسمى [تنزيه
الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء] يقول في الدفاع عن هم يوسف ـ كما فسره
الطبري ـ: (ومنهم من قال هم هم الفحولية، وذلك أنه كان (ع) فحلا شابا خلت به امرأة ذات جمال وغنج وطالبته تلك المطالبة فاهتز هزة
الفحل بهز ضروري غير مكتسب، فسمي ذلك الاهتزاز هما لكونه من أسباب الهم.. ويكون
الهم على هذا التفسير ضروريا، ولا طلب في الضروريات، وأقول إنه إن كان هم مكتسبا
لهمه ولم يفعل فلا لوم ولا ذنب، بدليل الحديث الذي منه قوله (ع): (ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا) معناه لم
يكتب له صغيرة ولا كبيرة، وجاء في حديث آخر: أن تارك الخطيئة من أجل الله تكتب له
حسنة، بدليل قوله تعالى للملائكة: اكتبوها له حسنة فإنما تركها من جراي، أي من
أجلي، وهذا ينظر إلى قول الله تعالى ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾
وإذا كان هذا في حق الرعية فالأنبياء عليهم السلام أولى بهذا الترك لا محالة، كيف
وقد أثنى الله تعالى عليه ونزهه.. فهذا مما يدل على أنه تركها من أجل الله وأنه
مأجور في تركها، وإذا كان هذا فلا ذنب ولا عتب يلحق يوسف (ع) صغيرا ولا كبيرا، بل يكون مأجورا في الترك)[1]
وهذا الذي
ذكره الأموي هو نفس ما ذكره ابن تيمية في تبريره لمعاصي الأنبياء، وبيان أن الكمال
في المعصية، كما قال – أثناء رده على القائلين بالعصمة المطلقة
للأنبياء-: (ونكتة أمرهم أنهم ظنوا وقوع ذلك من الأنبياء والأئمة نقصا، وأن ذلك
يجب تنزيههم عنه، وهم مخطئون إما في هذه المقدمة، وإما في هذه المقدمة.. أما
المقدمة الأولى فليس من تاب إلى الله تعالى وأناب إليه بحيث صار بعد التوبة أعلى
درجة مما كان قبلها منقوصا ولا مغضوضا منه، بل هذا مفضل عظيم مكرم، وبهذا ينحل
جميع ما