responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22

أن دينه أبيض نقي.. وأن خلطهم له بغيره من الأديان سيشوهه، ويدنسه، بل يحوله إلى دين بشري، بدلا أن يكون دينا إلهيا.

ولهذا نجد السلفية يحاولون ـ للبرهنة على جواز الاستفادة من كتب أهل الكتب في هذا المجال كما أجازوه في سائر المجالات ـ إرجاع جواز ذلك إلى السلف الأول، وخصوصا عمر بن الخطاب الذي اعتبروه أول من قرب كعب الأحبار، وأنه هو الذي سمح له بالحديث عن قصص الأنبياء كما هي في كتب أهل الكتاب.. ولسنا ندري مدى دقة ذلك، وكيف لم يخف عمر أن يختلط هذا الدين باليهودية، كما خاف أن تختلط أحاديث رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بالقرآن الكريم، فنهى عن كتابتها.

قال ابن كثير ـ مبينا موقف السلفية من هذا ـ: (... فإن كعب الأحبار لما أسلم في زمن عمر كان يتحدث بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأشياء من علوم أهل الكتاب، فيستمع له عمر تأليفا له وتعجبا مما عنده مما يوافق كثير منه الحق الذي ورد به الشرع المطهر، فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا المعنى، ولما جاء من الإذن في التحديث عن بني إسرائيل)[1]

بل إننا من خلال الروايات التي ينقلونها عن العلاقة بين كعب الأحبار وعمر نكاد نصدق أنه تحول إلى مستشاره الديني الخاص، ومن تلك الرويات ما أورده ابن تيمية في قوله: (لما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيت المقدس وأراد أن يبني مصلى للمسلمين: قال لكعب؟ أين أبنيه؟ قال ابنه خلف الصخرة. قال: خالطتك يهودية يا ابن اليهودية ؛ بل أبنيه أمامها [وذلك لأن اليهود تعظم تلك الصخرة]، ولهذا كان عبد الله بن عمر إذا دخل بيت المقدس صلى في قبليه ولم يذهب إلى الصخرة. وكانوا يكذبون ما


[1] البداية والنهاية (1/34-35)

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست