نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
المعتدلة: (وأما
الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية، والوعاظ، والفقهاء،
وغيرهم يفسرون القرآن بمعانٍ صحيحة، لكن القرآن لا يدل عليها، مثل كثير مما ذكره
أبو عبد الرحمن السلمي في «حقائق التفسير»، وإن كان فيما ذكروه ما هو معان باطلة،
فإن ذلك يدخل في القسم الأول، وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعًا، حيث يكون
المعنى الذي قصدوه فاسدًا)[1]
وهكذا موقفه
من التفاسير التي حاولت أن تقرأ القرآن الكريم قراءة عقلانية على مقتضى اللغة
كتفسير الزمخشري (توفي 538)،
والمسمى (الكشاف عن حقائق التنزيل)، فقد قال فيه محذرا منه: (وأما الزمخشري
فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات، والرؤية والقول بخلق
القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات، وخالق لأفعال العباد، وغير ذلك من أصول
المعتزلة)[2]
وهكذا لا يجد
القارئ السلفي مصدرا يتلقى منه فهم القرآن إلا تلك الكتب المشحونة بالإسرائيليات..
والتي يمكن تعريفها بأنها [التفسير الإسرائيلي للقرآن الكريم]
بالإضافة إلى
هذا، وإلى ما ذكرنا من أنواع الروايات فإن الشبهة العظمى التي يستند إليها السلفية
في تسويق بضاعتهم المدنسة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام هو دعوى رجوعهم للسلف..
وعندما نبحث
عن سلفهم في تلك الروايات لا نجد كبار الصحابة من السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصار.. فلا نجد بلالا ولا عمارا ولا أبا ذر ولا غيرهم من الصحابة الذين ضحوا
بدمائهم في سبيل نصرة الإسلام.