نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161
وسنذكر هنا
أربعة نماذج على ذلك، هي: إبراهيم، ويعقوب، وأيوب، وسليمان عليهم الصلاة والسلام.
إبراهيم (ع):
مع أن
القراءة القرآنية لحياة إبراهيم (ع) ترينا شخصا لا يكل ولا يمل وهو يدعو إلى
الله كل من لقيه ابتداءه من أقاربه الأدنين، وانتهاء بالملك إلا أن الرؤية السلفية
تجعله يتقاعد عن هذه المهام العظيمة التي قضى حياته من أجلها، ركونا إلى الدنيا.
ومن الروايات
التي أوردوها في هذا في تفسير قوله تعالى: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 55]
عن السدي، أن ابراهيم (ع) احتاج- وقد كان له صديق يعطيه ويأتيه-
فقالت له ساره: لو أتيت خلتك فأصبت لنا منه طعاما! فركب حمارا له، ثم أتاه، فلما
أتاه تغيب منه، واستحيا إبراهيم أن يرجع إلى أهله خائبا، فمر على بطحاء، فملأ منها
خرجه، ثم أرسل الحمار إلى أهله، فأقبل الحمار وعليه حنطة جيده، ونام ابراهيم (ع) فاستيقظ، وجاء إلى أهله، فوجد سارة قد جعلت له
طعاما، فقالت: ألا تأكل؟ فقال: وهل من شيء؟ فقالت: نعم من الحنطة التي جئت بها من
عند خليلك، فقال: صدقت، من عند خليلي جئت بها، فزرعها فنبتت له، وزكا زرعه وهلكت
زروع الناس، فكان أصل ماله منها، فكان الناس يأتونه فيسألونه فيقول: من قال: لا
إله إلا الله فليدخل فليأخذ، فمنهم من قال فاخذ، ومنهم من أبى فرجع، وذلك قوله
تعالى: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى
بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 55] فلما كثر مال إبراهيم ومواشيه احتاج
إلى السعة في المسكن والمرعى، وكان مسكنه ما بين قرية مدين- فيما قيل- والحجاز إلى
أرض الشام، وكان ابن أخيه لوط نازلا معه، فقاسم ماله لوطا، فأعطى لوطا شطره فيما
قيل، وخيره مسكنا يسكنه ومنزلا ينزله غير المنزل الذي هو به نازل، فاختار لوط
ناحية الأردن فصار إليها، وأقام إبراهيم (ع) بمكانه، فصار ذلك فيما
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161