نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
بل جعلته
ضحية لتلك المخاوف التي تعتري البسطاء عندما يعلمون بقرب الموت منهم.. وقد صوروا
في ذلك مشهدا سينمائيا غريبا أدى دور البطولة فيه ملك الموت، ليحاول من خلاله أن
يقنع إبراهيم (ع) بضرورة الموت.
ونص
السيناريو الذي حكى ذلك المشهد كما أخرجه الطبري وغيره، يذكر أن إبراهيم (ع) عندما بلغ من العمر مائتي سنة، وقيل ابن مائة وخمس
وسبعين سنة، جاءة ملك الموت..
ولنستمع
الحكاية من السدي، فهو أبرع في التصوير، فقد قال: (كان إبراهيم كثير الطعام يطعم
الناس، ويضيفهم، فبينا هو يطعم الناس إذا هو بشيخ كبير يمشي في الحره، فبعث إليه
بحمار، فركبه حتى إذا أتاه أطعمه، فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه،
فيدخلها عينه وأذنه ثم يدخلها فاه، فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره، وكان إبراهيم قد
سأل ربه عز وجل ألا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت، فقال للشيخ حين رأى
من حاله ما رأى: ما بالك يا شيخ تصنع هذا؟ قال: يا إبراهيم، الكبر، قال: ابن كم
أنت؟ فزاد على عمر إبراهيم سنتين، فقال إبراهيم: إنما بيني وبينك سنتان، فإذا بلغت
ذلك صرت مثلك! قال: نعم، قال إبراهيم: اللهم اقبضني إليك قبل ذلك، فقام الشيخ فقبض
روحه، وكان ملك الموت)[1]
وهكذا تصور
الرواية الكيفية التي احتال بها ملك الموت على إبراهيم (ع) ليقنعه بلقاء ربه..
ولم يكتف
السلفية بهذه الرواية الدالة على حرص إبراهيم (ع) على الحياة، بل رووا رواية أخرى أعظم خطرا، تصور إبراهيم (ع)، وهو يضحي بزوجته في سبيل