نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110
لو رجعوا إلى
القرآن الكريم لوجدوا إبراهيم (ع)، وبعد تلك المعاناة الشديدة التي واجهه
بها قومه، وبعد بلوغه من الكبر عتيا، يتوجه إلى الله بحياء عظيم يطلب منه أن يرزقه
من الصالحين.. ولم يحدد لا عددا ولا نوعا.. يكفي فقط أن يكون من الصالحين، كما قال
تعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ
لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)﴾
[الصافات: 99 - 101]
وهكذا لو
رجعوا إلى القرآن الكريم لوجدوا زكريا (ع) يقف نفس
موقف جده إبراهيم (ع)، يطلب من الله الولد بتواضع وحياء عظيم،
قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ
الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا
وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: 38، 39]
بل إن القرآن
الكريم يشير إلى احترام أنبياء الله لسنن الله في الولد كاحترامهم لغيرهم من
السنن، ولذلك لما بشرت الملائكة زكريا (ع) أجابهم: ﴿
رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي
عَاقِرٌ ﴾ [آل عمران: 40]
وهكذا لو
رجعوا إلى القرآن الكريم لوجدوا سليمان (ع) العبد
الشكور، وهو يلجأ إلى الله كل حين، لا يغفل عنه أبدا.. فكيف يغفل عنه، وهو يطلب ـ
وفي ليلة واحدة ـ أن يرزق مائة ولد كلهم يعيش إلى أن يجاهد في سبيل الله.
إن هذا
التألي على الله يستحيل على عوام الناس من المسلمين، فكيف يقع من عبد شكور أواب
ممتلئ بالطاعة لله والعبودية لله.
هذه هي صورة
الأنبياء عند السلفية، وهي صورة لا تختلف عن صور الملوك والمتكبرين والمتجبرين
الذين يباهون بكثرة النساء والجواري، ولعله لأجل هذا لا نستغرب أن يجمع الإمام
السلفي الكبير، الطبري، في اسم تاريخه بين الرسل والملوك،
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110