نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65
ينطلق من تغليب التصور على التعقل أولا.. ثم من ضرب بعض النصوص ببعض..
بالإضافة إلى عدم استطاعتهم رمي كل الثروة الحديثية الكبرى التي جاءهم بها كعب
الأحبار وأصحابه.. بالإضافة لأبعاد أخرى سبق ذكرها.
وسنحاول هنا، ومن خلال المصادر المعتمدة لدى هذا الفريق أن نبين التصورات
العقدية لهذه المسألة الخطيرة، وعلاقتها بالمصادر المقدسة.. وعلاقتها بعد ذلك
بالعقل، وبما يقوله العلم.
الجهة:
يعتبر السلفية تحديد [جهة الله] من أعظم المسائل العقدية، ولهذا يقومون
بامتحان الناس على أساسها، فمن أثبت الجهة اعتبروه مؤمنا وموحدا وسنيا، ومن خالفهم
فيها اعتبروه جهميا ومعطلا وكافرا.
بل قد نقلوا إجماع الأمة على ذلك، وهو يدل على أنهم لا يعتبرون الأمة
غيرهم.. فمن عداهم من الأمة من المتكلمين والصوفية وغيرهم من المنزهة لا يعتبرونهم
ـ بسبب عدم قولهم بالجهة ـ من هذه الأمة، فضلا عن اعتبارهم من أهل السنة.
يقول أحد متقدميهم، وهو قتيبة بن سعيد (150-240 هـ): (هذا قول الائمة في
الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال جل
جلاله:الرحمن على العرش استوى)، وقد علق عليه الذهبي بقوله: (فهذا قتيبة في إمامته
وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة، وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد، والكبار
وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه)[1]
وقال ابن بطة العكبري ( 304-387 هـ ) في كتابه المشهور [الإبانة عن شريعة
الفرقة