نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
وتعالى، والممتلئة بالتنزيه، لتأخذ عقيدتها من مقولة فرعون التي حكاها
الله عنه ليدل على سخافة عقله.
وهكذا نجد ابن القيم يذكر القصص والأساطير والخرافات التي تؤيد التجسيم
ليرمى بها المنزهة، وقد سمى كتابه الذي شحن فيه كل ذلك [اجتماع الجيوش الإسلامية
على غزو المعطلة والجهمية]
ومن تلك الاستدلالات العجيبة قوله: (وفي هذا الباب قصة حمر الوحش
المشهورة التي ذكرها غير واحد، إنها انتهت إلى الماء لترده فوجدت الناس حوله
فتأخرت عنه فلما جهدها العطش رفعت رأسها إلى السماء وجأرت إلى الله سبحانه بصوت
واحد، فأرسل الله سبحانه عليها السماء بالمطر حتى شربت وانصرفت)[1]
وهكذا نرى تعظيم أعلام المدرسة السلفية لعقيدة فرعون عندما طلب من هامان أن يبني له
صرحا ليطلع إلى إله موسى، حيث نجد الاستدلال بها في أكثر كتبهم العقدية.
بل إننا نجد علما كبيرا كالشيخ حمود بن عبد الله التويجري يعتبر فرعون
وغيره من الكفار الذي واجهوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أفضل حالا من المؤمنين
المنزهين لله، وقد قال في كتابه [الصواعق الشديدة على اتباع الهيئة الجديدة] في
تفضيل فرعون وغيره على المؤمنين من الذين يؤمنون بما يقول به علم الفلك الحديث:
(وقد اعترف فرعون بوجود السموات مع شدة كفره بالله، واعترف بذلك قوم شعيب ومشركو
قريش فهم إذاً أخف كفراً من أهل الهيئة الجديدة)[2]
وبعد كل هذا التعظيم للعوام وغيرهم، نجد عداء السلفية للعلماء والفلاسفة
والمتكلمين والصوفية ولكل طوائف المنزهة، في نفس الوقت الذي يقدسون فيه كل