responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200

الكشف، ولهذا لا يفوز بدرجة النطر والرؤية إلا العارفون في الدنيا، لأن المعرفة هى البذر الذى ينقلب في الآخرة مشاهدة كما تنقلب النواة شجرة والحب زرعا، ومن لا نواة في أرضه كيف يحصل له نخل، ومن لم يزرع الحب فكيف يحصد الزرع؟ فكذلك من لم يعرف الله تعالى في الدنيا فكيف يراه في الآخرة)[1]

هذا هو قول الغزالي، وهو قول كل منزهة الأمة بمذاهبهم المختلفة، فلا أحد منهم إلا ويقول باستمرار رحلة الإنسان إلى الله في الآخرة، لأن الحياة جميعا دنياها وأخراها رحلة إلى الله.

وحتى يزيل الغزالي تلك الشبه التي يعرضها المجسمة، والذين يبحثون دائما عن المحسوس والملموس، فقد أشار إلى أن تلك الرؤية القلبية التي يتحقق المؤمنون بمباديها في الدنيا، ثم تزداد في الآخرة إلى ما لا نهاية هي اللذة الحقيقية التي لا تعدلها لذة، يقول مبرهنا على ذلك: (وكما أنك ترى في الدنيا من يؤثر لذة الرياسة على المطعوم والمنكوح، وترى من يؤثر لذة العلم وانكشاف مشكلات ملكوت السموات والأرض وسائر الأمور الإلهية على الرياسة وعلى المنكوح والمطعوم والمشروب جميعا، فكذلك يكون في الآخرة قوم يؤثرون لذة النظر إلى وجه الله تعالى على نعيم الجنة إذ يرجع نعيمها إلى المطعوم والمنكوح، وهؤلاء بعينهم هم الذين حالهم في الدنيا ما وصفنا من إيثار لذة العلم والمعرفة والاطلاع على أسرار الربوبية على لذة المنكوح والمطعوم والمشروب، وسائر الخلق مشغولون به ولذلك لما قيل لرابعة ما تقولين في الجنة فقال الجار ثم الدار فبينت أنه ليس في قلبها التفات إلى الجنة، بل إلى رب الجنة، وكل من لم يعرف الله في الدنيا فلا يراه في الآخرة، وكل من لم يجد لذة المعرفة في الدنيا فلا يجد لذة النظر في الآخرة، إذ ليس يستأنف لأحد في الآخرة ما لم يصحبه من الدنيا، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا يحشر المرء إلا


[1] إحياء علوم الدين (4/ 313)

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست