responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199

 

والصحيح في ذلك أن كل من يقول بتنزيه الله عن الحدود يقول بنفي الرؤية الحسية.. وبما أن القول بالحد لله خاص بالسلفية وحدهم دون سائر طوائف المسلمين، فإن الرؤية الحسية أيضا قولهم خاص بهم لم يشاركهم فيه أحد.

ولنؤكد هذا المعنى سنذكر كلاما مفصلا لرجل يعتبر من أعلام المتكلمين الأشاعرة بالإضافة لتصوفه وفلسفته حتى نؤكد هذه الحقيقة العقلانية القرآنية العرفانية.

والرجل الذي أشرنا إليه، والذي هو محل قبول من كثير من الناس هو الشيخ أبو حامد الغزالي، فقد عقد فصلا في الإحياء تحت عنوان [بيان السبب في زيادة النظر في لذة الآخرة على المعرفة في الدنيا]، قال فيه: (لأن فيه [أي يوم القيامة] يتجلى الحق سبحانه وتعالى فيتجلى له تجليا يكون انكشاف تجليه بالإضافة إلى ما علمه كانكشاف تجلى المرآة بالإضافة إلى ما تخيله، وهذه المشاهدة والتجلى هى التى تسمى رؤية، فإذن الرؤية حق بشرط أن لا يفهم من الرؤية استكمال الخيال في متخيل متصور مخصوص بجهة ومكان، فإن ذلك مما يتعالى عنه رب الأرباب علوا كبيرا، بل كما عرفته في الدنيا معرفة حقيقية تامة من غير تخيل وتصور وتقدير شكل وصورة، فتراه في الآخرة كذلك، بل أقول المعرفة الحاصلة في الدنيا بعينها هى التى تستكمل، فتبلغ كمال الكشف والوضوح، وتنقلب مشاهدة، ولا يكون بين المشاهدة في الآخرة والمعلوم في الدنيا اختلاف إلا من حيث زيادة الكشف والوضوح كما ضربناه من المثال في استكمال الخيال بالرؤية، فإذا لم يكن في معرفة الله تعالى إثبات صورة وجهة فلا يكون في استكمال تلك المعرفة بعينها وترقيها في الوضوح إلى غاية الكشف أيضا جهة وصورة، لأنها هى بعينها لا تفترق منها إلا في زيادة الكشف كما أن الصورة المرئية هى المتخيلة بعينها إلا في زيادة الكشف، وإليه الإشارة بقوله تعالى ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12]، إذ تمام النور لا يؤثر إلا في زيادة

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست