نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
المتواترة يدلان على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فيهما ما أنزله الله عز وجل،
والجزم بتبديل ذلك في جميع النسخ التي في العالم متعذر، ولا حاجة بنا إلى ذكره،
ولا علم لنا بذلك، ولا يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم
بجميع الألسنة من الكتب متفقة على لفظ واحد، فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن
يعرفه باختياره)[1]
ولم تكتف المدرسة السلفية بإمامة كعب الأحبار، بل بحثت عن أي يهودي
ليعرفها بربها، وكأن القرآن الكريم لم يف لهم بالغرض، فراحوا يبحثون في الأمم
الأخرى من يفسره.
ومن هؤلاء الذين نجد رواياتهم الكثيرة في كتب عقائد السنة وهب بن منبه ..
ومن رواياته قوله: (إن السموات السبع والبحار لفي الهيكل[2] وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي وهو يحمل الكرسي وقد عاد
الكرسي كالنعل في قدميه) [3]
وقد علقه عليه الذهبي بقوله: (كان وهب من أوعية العلوم، لكن جُلَّ علمه
عن أخبار الأمم السالفة، كان عنده كتب كثيرة إسرائيليات، كان ينقل منها لعله أوسع
دائرة من كعب الأخبار، وهذا الذي وصفه من الهيكل وأن الأرضين السبع يتخللها البحر
وغير ذلك فيه نظر والله أعلم، فلا نرده ولا نتخذه دليلاً)[4]
والعجب من هذه المقولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. فهم يروون هذه
الرواية وغيرها في كتب التفسير والحديث والعقيدة.. ويستخلصون ما فيها من فوائد
عقدية.. ثم بعد ذلك ـ ومن باب التقية ـ يقولون: (لا نرده ولا نتخذه دليلاً)