responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134

الرضي تجهما وتعطيلا، ولهذا، فإن أول ما يبادرون به من يعرضه عليهم مثل هذا اتهامه بالتجهم والتعطيل، وقد حدث يحيى بن شبل قال: كنت جالسا مع مقاتل بن سليمان وعباد بن كثير، إذ جاء شاب فقال: ما تقول في قوله عز وجل: ﴿كل شَيْءٍ هَالِكٌ إِلًّا وَجْهَهُ﴾، فقال مقاتل: هذا جهمي ثم قال: (ويحك إن جهما والله ما حج البيت ولا جالس العلماء، وإنما كان رجلا أعطي لسانا)[1]

بالإضافة إلى ذلك، فقد حاولوا أن يتنصلوا منه بوجوه من الحيل تخلوا بها عن نفيهم المطلق للتأويل، ومن تلك الردود هذا الرد العجيب الذي ذكره ابن تيمية يحكي فيه مجلسا من مجالس المناظرة التي جمعته مع المنزهة، وفيها نرى ابن تيمية، وكيف يحتال على خصومه بأنواع الحيل، وبما أن النص طويل، فقد اقتصرت منه على القدر الذي نحتاج إليه، قال ابن تيمية: (لما كان إثبات هذه الصفة [صفة الوجه] مذهب أهل الحديث والمتكلمة الصفاتية .. وكان نفيها مذهب الجهمية: من المعتزلة وغيرهم .. صار بعض الناس من الطائفتين كلما قرأ آية فيها ذكر الوجه جعلها من موارد النزاع، فالمثبت يجعلها من الصفات التي لا تتأول بالصرف، والنافي يرى أنه إذا قام الدليل على أنها ليست صفة فكذلك غيرها .. ولهذا لما اجتمعنا في المجلس المعقود وكنت قد قلت: أمهلت كل من خالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن السلف يخالف شيئا مما ذكرته كانت له الحجة وفعلت وفعلت وجعل المعارضون يفتشون الكتب فظفروا بما ذكره البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) في قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: 115،] فإنه ذكر عن مجاهد والشافعي أن المراد قبلة الله فقال أحد كبرائهم - في المجلس الثاني - قد أحضرت نقلا عن السلف بالتأويل فوقع في قلبي ما أعد فقلت: لعلك قد ذكرت ما روي في الآية.. قال: نعم . قلت: المراد بها قبلة الله فقال: قد تأولها مجاهد والشافعي وهما من


[1] الإبانة (2/ 13/90 - 91/ 319) والسنة للخلال (5/ 84 - 85).

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست