نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
أعضاء .. ووظائف
يرى أصحاب الرؤية التنزيهية ـ سواء كانوا من أهل البرهان أو من أهل
العرفان ـ أن من مقتضيات تقديس الله تعالى عن الحدود والمقادير وما يلزم
عنهما، ويرتبط بهما، كونه تعالى مقدسا أيضا عن التركيب والأعضاء وما شاكلهما، لأن
التركيب تعدد، والتعدد شرك.. والمركب فقير، والله غني..
فالجزء في التركيب مقدّم على الكل .. وكلّ جزء من المركّب مغاير لغيره..
وبذلك يكون المركّب مفتقراً إلى أجزائه.. وغنى الله تعالى المطلق يحيل عليه كل
أنواع الافتقار.
ثم إنه لو افتقرت الذات الإلهية إلى التركيب، فإنّ الأجزاء التي ستركب
منها لا تخلو من أن تكون أجزاء قديمة، فيلزم تعدّد القدماء، وهذا باطل.. أو أن
تكون أجزاء حادثة، فيلزم تركيب الواجب من أجزاء غير واجبة، وهذا باطل.
وبالإضافة إلى ذلك كله، فإن المركّب بحاجة إلى من يركّبه، وهو منفي عن
الذات الإلهية، لأنها بذلك لن تبقى ذاتا إلهية..
ثم إن الكل المركب من أجزاء لابد أن يكون كل جزء من أجزائه عالما خاص، ويكون
مختلفا عن سائر الأجزاء اختلافا كليا .. وهو بذلك يكون منعدما عن الأجزاء الأخرى،
ويكون بجوانبه الأخرى منعدما عن هذا الجانب.. فيلزم هذا الأمر النقص في جميع
الجوانب، وبالتالي يستوجب هذا الأمر النقص والقصور في الذات الإلهية، وهذا باطل.
ثم إنه لو كان الله تعالى مركّباً من الأجزاء لكان علمه وقدرته ثابتة
لكلّ واحدة من أجزائه المتغايرة، فيكون كلّ جزء من الله عالماً قادراً، فتتعدّد
الآلهة، وهذا باطل[1] .
[1] انظر في الردود على التركيب معظم كتب الكلام، ومنها: كشف المراد،
العلاّمة الحلّي: ص 405، قواعد العقائدص 68، وغيرها من كتب العقائد.
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121