نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
[الأحزاب: 53]
تصوروا هذا المشهد الذي يتولى فيه الله سبحانه وتعالى إخبار الصحابة أن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يستحيي من إخراجهم بيته
بعد سمرهم الطويل عنده.. وكان في إمكانه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن يخرجهم بأي طريقة.. ولكنه كان
حريصا على قلوبهم ومشاعرهم أن تتأذى ولو بما لا يتأذى منه.
ولذلك وصفت السنة النبوية رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بأنه كان أشد حياء من العذراء في
خدرها[1] .. وأنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لحيائه الشديد، لم يكن يرد
سائلا، فعن أنس بن مالك قال: ( وكان النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا يُسْأل شيئا إلا أعطاه )[2] .
ومما وصف به هند بن أبي هالة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قوله: (من سأله حاجة لم يرده إلا
بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في
الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء)[3]
وكلنا يعرف قصته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مع البردة، والتي رواها سهل بن سعد أنَّ امرأة جاءت
بُبِرْدَةٍ منسوجة، فيها حاشيتُها، قال سهل: أتدرون ما البُردةُ؟ قالوا:
الشَّمْلةُ؟ قال: نعم، قالت: نَسَجتُها بيدي، فجئتُ لأكْسُوكَها، فأخذها رسولُ
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) محتاجاً إليها، فخرج
إلينا وإنها لإزاره، فحسَّنها رجل، فقال: اكسُنِيها يا رسولَ الله، ما أحسنَها!
فقال القوم: ما أحسنتَ، لَبِسها النبيُّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) محتاجاً إليها، ثم سألتَها، وعلمتَ
أنه لا يردُّ سائلاً، قال: إني والله ما سألته لألْبَسها، إنما سأَلته لِتكون
كَفني، قال سهل: فكانت كَفَنَهُ)[4]