responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 64

ولست أدري ما أقول تعليقا على هذه الروايات، وهل هي تتعلق برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الذي نعرفه .. والممتلئ بالطهارة والعفة .. ذلك الذي وصف الله تهجده وزهده وعبادته وتقواه .. ذلك الذي أتته الدنيا راغمة، فقال: إليك عني.. ذلك الذي آثر في شبابته إلى كهولته أن يتزوج امرأة تكبره سنا، وكان مع ذلك في أكثر أوقاته متوجها إلى ربه مستغرقا في تلك العوالم الجميلة.. أم أنه شخص آخر مختلف تماما.

وهذا الشخص الذي ألصقوه برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) غريب جدا، فهو لا يكتفي بأن يستأذن أصحابه من أجل أن يعاشر زوجته .. بل يستأذن النساء أيضا بأن يتركنه مع زوجته لقضاء حاجته.. ثم يعود إليهم، وتعود هي إليهن.. وكأنه لم يحصل شيء.. وكأنه لم يفعل شيئا يجتهد أصحاب الطبع السليم في ستره، ويستحيون من مجرد الإشارة إليه.

وفوق ذلك يرمون رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بأنه رمى بصره للمرأة الغريبة الأجنبية، فأعجبته .. وهم يريدون بذلك: أثارت شهوته .. لأن الإعجاب المجرد لا يدعو إلى ما ذكروه..

ومن الأمثلة على هذا ما روي أن رجلا سأل رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل)[1]

فهل يمكن لمن روى هذا، أو نقله، أو لأي مفت في الدنيا أن يذكر لمستفتيه كيف يعاشر أهله؟ وهل هناك ضرورة تدعو إلى ذلك؟

ولكن هؤلاء يجوزون على رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كل ما يتنافى مع المروءة والشهامة والنبل في نفس الوقت الذي ينزهون أنفسهم عنه.

ومن الأمثلة الخطيرة على ذلك ما كرره ابن تيمية مرارا عند تحذيره من صحبة الأحداث والمردان من قوله: (وقد روى الشعبي عن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): أن وفد عبد القيس لما قدموا


[1] رواه مسلم.

نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست