نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
المشركين عليه، ويؤول في هذه ولا يؤول في تلك، مع أن الذي قصده المشركون
ظاهر لأنّهم كانوا يقولون: إن الشيطان يلابسه عليه السلام، وملابسة الشيطان تعرف
بالسحر عندهم وضرب من ضروبه، وهو بعينه أثر السحر الذي نسب إلى لبيد، فإنه قد خالط
عقله وإدراكه في زعمهم)[1]
ومن المحدثين الذين لم يستسيغوا حديث السحر محمد رشيد رضا، وقد كان موقفه
ذلك سببا في تأليف الشيخ مقبل الوادعي ـ وهو علم كبير من أعلام السنة المذهبية ـ
رسالة في الدفاع عن سحر النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، سماها (ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر)، ومما جاء في
مقدمتها قوله: (إن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الدعوة إلى الله بل
ومن الجهاد في سبيل الله بيان عقيدة أهل السنة والجماعة والذّب عنها، وكشف عوار
أهل البدع والملحدين والتحذير منهم.. وجزى الله أهل السنة خيرًا فهم من زمن قديم
يتصدون لأهل البدع، حتى فضّل بعضهم الرّدّ على أهل البدع على الجهاد في سبيل الله..
وفي هذا الزمن شاع وذاع أن جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده المصري، ومحمد رشيد
رضا، من المجددين وأنّهم علماء الفكر الحر، فقام غير واحد من المعاصرين ببيان
ضلالهم وأنّهم مجدّدون للضلال وترهات الإعتزال فعلمت حقيقتهم.. فصارت معرفة ضلالهم
كلمة إجماع بين أهل السنة، لكن محمد رشيد رضا لم يوفّ حقه واغترّ بعض الناس ببعض
كلماته في الردود على بعض أهل البدع، وما يدري أن عنده من البدع والضلال ما
يقاربهم.. لذا رأيت أن أكتب هذه الرسالة الموسومة بـ (ردود أهل العلم على الطاعنين
في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية)[2]