محترمة.. ولن تفقدوا شيئا.. فقد يجرب الشعب غيركم.. ثم يعود إليكم.. بل قد تظفرون من احترامه ما يفوق كل الكراسي والنياشين.
إنكم ستبرهنون للعالم أنكم قوم زاهدون وورعون، وأنكم تحترمون إرادة شعوبكم.
طأطأ رأسه، فطمعت في أن يكون قد تخلى عن بعض كبريائه، لكنه رفعه بشدة، وقال: هل ترانا حمقى حتى نضحي بالشرعية بهذه السهولة؟
قلت: وما عساكم تفعلون، وأنتم تعلمون أن كل شيء بيد خصومكم.. فلينوا.. حتى لا تكسروا.
قال: لقد مضى عهد الكسر.. ومضى معه عهد السجون.. لن نسجن.. ولن نعتقل.. ولن يحصل شيء.. نحن الآن في فترة التمكين.. نحن الآن في فترة القوة التي لا تقهر.
بعد ذلك الحديث بعشرة أيام.. زرته في سجنه.. وقلت له: لا تحزن.. لا تزال الفرص أمامكم.. يمكنكم أن تتراجعوا وتلينوا وتخففوا غلواءكم..
نظر إلي بقسوة، وقال: لا.. لن نلين.. سوف ترى كيف يعلق هؤلاء الظلمة على المشانق.
قلت: إن لم ترحموا أنفسكم.. فارحموا أولئك العوام البسطاء الذين حولتم حياتهم إلى جحيم.