نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82
فإذا طبقنا على هذه القصة قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذي لا ينطق عن الهوى: (لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ
وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود
والنصارى ؟ قال : فمن !؟)[1]، فإننا سنخلص لا محالة
إلى أن هناك من الأمة، بل من علماء الأمة من يحتال على أوامر الله، ويتلاعب بها،
ويجعل منها شبكة لتحقيق أهوائه.
وهنا سنفاجأ كالعادة بالذين يهونون الأمور، ويتساهلون فيها، فيقولون: وما
الفائدة من معرفتهم؟.. وما الضرر في الجهل بهم؟ يقولون ذلك حرصا على سمعة الأنداد
الذين اتخذوهم من دون الله، والمستفتين الجهال الذين ضلوا وأضلوا.
والجواب بسيط، ومؤيد من القرآن الكريم، وهو أن الله ما عرفنا بهم إلا
لنحذرهم ونحذر منهم، حتى لا يصيبنا ما أصابهم، لا في الدنيا فقط، بل في الدنيا
والآخرة.
فالله سبحانه وتعالى كما يحاسبهم يوم القيامة على أخطائهم، فإنه سيحاسبنا
على قبولنا باستفتائهم، وعدم استفتائنا لقلوبنا، وللفطرة النقية التي أودعها الله
فينا.. لقد قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يذكر ذلك: (استفت قلبك، واستفت نفْسَك ثلاث مرات؛ البر ما اطمأنت
إليه النفس، والإثم ما حاك