/لكن هذه
الآية للأسف أولت تأويلا خطيرا حيث انصرف النهي عن المنكر فيها إلى المنكرات التي
يقع فيها عوام الناس وبسطاؤهم.. أما المنكرات التي يقع فيها العلماء والمفتون
والجماعات والحركات.. والتي بسببها يقع الخراب والتشويه.. فقد وضعنا لهم من
الحصانة ما يحميهم من كل تجريح أو نقد، بل صرنا نقول لكل من خولت له نفسه بالإنكار
عليهم: (لحوم العلماء مسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات) ليصدق علينا بذلك قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إنما أهلك
الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه
الحد)[1]
وهكذا فعلنا، فقد
رحنا بسب تلك الفتاوى الضالة نحول المعروف منكرا، والمنكر معروفا، فقتلنا روح
الإنسان فينا، وخنقنا الفطرة التي فطرنا الله عليها.
لقد حولت تلك
الفتاوى والكتب التي تناصرها، والخطباء الذين يدعون لها، والجماعات التي تتحرك في
سبيل تحقيقها: القسوة والكبرياء والطغيان والاستبداد والتخلف دينا ندين الله به، ثم
نقول للعالم أجمع: هذا هو الإسلام.