نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172
أعداء
علي
في اليوم الرابع عشر من زيارته لي دخلت عليه، فوجدته
جاثيا على قدميه، منهمكا يقرأ بشغف كتاب (نهج البلاغة) للإمام علي بن أبي طالب،
وكانت نسخة قديمة مخطوطة كنت أحتفظ بها في مكتبتي، ولست أدري كيف جذبت انتباهه من
بين الكتب جميعا مع كون أكثرها من الجديد الفاخر.
لم أشأ أن أقطع عليه خلوته مع الإمام علي.. فلذلك سرت
منصرفا من غير أن أنبس ببنت شفة، لكنه التفت لي، وناداني، فقدمت إليه، فرأيت
الدموع تنهمر من عينيه بشدة، ثم أخذ ينتحب، متوجها إلى الكتاب مخاطبا له، وكأنه
يخاطب الإمام علي نفسه، وكان من قوله له: يا إمام.. اعذرني، فقد كنت من قوم يناصبوك
العداء.. اعذرني، فقد نسيت في غمرة جهالتي ما توعد به (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
المعادين لك، فقد حدثت، وأنت الصادق المصدوق، فقلت: (عهد إلي النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) (أنه
لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)[1]
قال ذلك، ثم أخذ ينتحب بشدة، فأسرعت إليه، وقد أثر في
حاله تأثيرا
[1]
وفي
رواية: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله
وسلم إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق، أخرجه الحميدي (58) وأحمد
1/84(642) ومسلم 1/60(152) والنسائي 8/115 وغيرهم.
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172