البداية
كنت حينها في البيت.. وكانت ليلة من ليالي الشتاء المظلمة.. وكنت على أهبة الاستعداد للقائه.. فقد فارق النوم عيني، فصرت أردد مع امرئ القيس قوله:
عندما دق الباب أسرعت إليه، وفتحته، وكأني معه على ميعاد..
دخل - بجبته القصيرة، ولحيته الطويلة، وقامته الفارعة – وهو يلهث، وقد ألجمه العرق إلجاما، فلم أتبين من كلامه الكثير كلمة واحدة.
أسرعت إلى الكرسي، فقدمته إليه، فجلس، وهو ممتلئ رعبا.
قلت مستفسرا عن سر حاله: ما بك؟.. ما بال الرعب قد احتواك؟.. أأنت خائف من شيء؟
قال: أغلق الباب وأحكم غلقه، فإن هناك من يبحث عني.. ولو ظفر بي لحكم علي بشر الأحكام.. بل إنه سيحكم عليك معي بتهمة إيوائك إياي.
قلت: أنت مجرم إذن.. فار من العدالة!؟
قال: بل طيب مغفل.. فار من المجرمين.