نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
قال[1]:
أنتم تعلمون أن نظرية التطور مرت بمراحل متعددة.. فمنها القديمة.. ومنها الحديثة..
أو التركيبية الحديثة.. وهي امتداد لنظرية داروين القديمة، والتي افترضت أن التنوع
الحيوي يعود إلى أصل واحد..
ولما كانت هذه النظرية لا تهتم بآلية
التطور، فقد جاءت الدارونية الحديثة لتقدم شرحًا لآلية التطور استنادًا على علم
وراثة العشائر مع إبقاء أسس الدارونية الكلاسيكية كالانتقاء الطبيعي والجنسي
وغيرهما.
وبناء على ذلك، فقد ظهر تعريف آخر
للتطور، وهو مقدار التغير في تكرار المورث في العشيرة، مع إبقاء التعريف الأول..
ومن هنا صار عندنا مفهومان منفصلان للتطور: التطور الدقيق، والتطور الكبير.
أما التطور الكبير، وهو المقصود
بالأصالة، فيعني التغيّر في الصفات المورفولوجية والجينية مما يتسبب في الانتقال
من نوع إلى نوع آخر.. بخلاف التطور الدقيق أو الصغير، والذي يتم التغير فيه على
مستوى النوع الواحد نفسه، كتطوير كائن حي لمقاومته نحو جسم غريب، أو تغيير لون
لجلد، أو تغيير في حجم عضو معين من الجسم، أو نحو ذلك.
وهذا مما لا إشكال فيه، ذلك أن هجرة
الأوروبيين مثلا إلى أستراليا واختلاطهم بالشعب الأسترالي الأصلي، أدت إلى اختلاط
العرقين، وقد أثر ذلك على أولادهم، بحيث أصبحت أشكالهم تمزج بين الأصلين.. وهم
يعبرون عن هذا بالتطور البيولوجي للأستراليين.. ومن أمثلته أيضا ظهور فيروس
الأنفلونزا كل مرة بصورة جديدة، بحيث لا تؤثر فيه اللقاحات السابقة.
ولهذا كان لوجود تعريفين للتطور أثر
كبير في إحداث الخلاف بين أنصار نظرية
[1] انظر في هذا مقالا رائعا بعنوان [تطور
نظرية التطور]، إسماعيل عرفة.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75