نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
عشوائية.. بل إن الحبات الصفراء تنجذب
إلى بعضها البعض مثل المغناطيسات.. وتتنافر الحبات الخضراء مع مثيلاتها.. وتنجذب
الحبات الحمراء بقوة ضعيفة إلى الحبات الزرقاء، ما لم توجد بجوارها حبة بنية
اللون.. وتذكر أيضا أن الحبات الحمراء تفضل أن تستقر بين الحبات الصفراء، ما لم
توجد حبات خضراء بينها!
كل هذا كوّن تسلسلاً عشوائياً من بضع
مئات من الحبات الملونة المختلفة ـ التي تمثل الأحماض الأمينية ـ وتنبأ بالتركيب
ثلاثي الأبعاد، الذي سوف ينطوي الخيط ذاتيا إليه!
تخيل أن لكل بروتين تسلسلا للأحماض
الأمينية خاص به وحده فقط، وينتهي بطريقة ما، بالطيّة المميزة له وحده فقط.
التفت إلي، وهو يقول: إن مثل هذه
السلسلة المعقدة يمكن أن تنطوي بعدد كبير جداً من الطرق المختلفة.. ومن ثم كيف
يتأتى للبروتين أن ينتهي بالشكل الصحيح له بالضبط؟
لم أجد ما أقول له، فقال: لا يمكن
الإجابة عن هذا السؤال بالتخمين، أو باتباع طريقة التجربة والخطأ.. فعمر الكون
نفسه يعد قصيراً مقارنة بالوقت الذي يستغرقه بروتين صغير لتجربة بلايين من الطيّات
الممكنة واحدة وراء أخرى، وصولاً إلى الطيّة الصحيحة!
فتح حاسوبا كان أمامه، ثم فتح بعض
ملفاته، وهو يقول: هل ترى سرعة هذا الجهاز في حل العمليات التي تعرض عليه؟
قلت: أجل.. هو إبداع من إبداع الحضارة.
قال: لكن عملية الطي وتجميع البروتينات
لنفسها تحدث بسرعة أكثر بكثير.. إنها سرعة مذهلة جدا، تقريبا في أجزاء من مليون في
الثانية.. رغم أن هذا الوقت يعتبر سريعا للغاية بالنسبة للإنسان، إلا أنه طويل
بشكل ملحوظ لأجهزة الكمبيوتر لكي تقوم بمحاكاته.
فجهاز الكمبيوتر يحتاج يوما كاملا لكي
يستطيع محاكاة 1 نانوثانية (1/1000000 من الثانية) من الطي، وبالتالي يحتاج
الكمبيوتر إلي 10 آلاف يوم لكي يقوم بعملية طي
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57