responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174

إليها.. انظر مثلا إلى عاملات النحل [1]، فهي تقوم بلسع أي حيوان يدخل إلى خليتها، مع علمها يقيناً أنها ستموت.. فإبرتها اللاسعة تبقى مغروزة في الجسم الذي تلسعه، ونظراً لارتباط هذه الإبرة الوثيق بالأعضاء الداخلية، تسحب معها هذه الأعضاء خارجاً، متسببة في موت النحلة.

قلت: هل تقصد أن النحلة العاملة تضحي بحياتها من أجل سلامة باقي أفراد الخلية؟

قال: أجل.. وذلك وحده يكفي لإبطال أكذوبة [الصراع من أجل البقاء] التي ينادي بها أصحابنا الداروينيون.

قلت: أصحابك الداروينيون.. ما تعني؟

قال: أنا عالم أحياء.. وقد قضيت فترة طويلة من عمري أؤمن بنظرية التطور، وأنادي بها.. ولم أكن أؤمن بها كنظرية لتفسير الحياة الحيوانية فقط.. بل كنت أنظر إليها كنظرية لتفسير السلوك الإنساني والاجتماعي وكل شيء.. وكانت أخلاقي من السوء، وطباعي من القباحة ما جعل الكل ينفر مني.. لكني بعد أن تأملت سلوك هذه النحلات، ورحت أقتدي بهن، اعتدل طبعي.. وما كان له أن يعتدل لولا تخليه عن تلك النظريات الهدامة التي لم يكن لها من هدف إلا تدمير الإنسان والمجتمع.

قلت: أهكذا.. وبكل بساطة وبسبب نحلات تترك نظرية علمية سال مداد كثير لأجل إثباتها.

قال: المداد الكثير في أحيان كثيرة ليس سوى سم كثير.. فلو كانت هذه النظرية علمية حقيقة لما احتاجت إلى كل ذلك المداد، ولا كل ذلك الدعم.. فالحقيقة الجميلة الهادئة لا تحتاج إلى الضجيج لتثبت نفسها..


[1] استفدنا المادة العلمية هنا من كتاب: التضحية عند الكائنات الحية، هارون يحي.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست