نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152
النظرية، وعادت معها الرحمة والإيثار
والتضحية وكل المعاني الإنسانية التي قمعتها نظرية التطور في أجيالها المختلفة.
قلت: فهلا حدثتني عن رحلتك إلى ذلك.
قال: أجل.. لك ذلك.. فما جئت إلا لذلك.
الصراع.. والعلاقة بين الكائنات:
اعتدل صاحبنا الرابع في جلسته، وحمد
الله وصلى على نبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. ثم قال: لا أزال أتذكر ذلك اليوم جيدا، يوم كنت فيه أقرب إلى الكلاب
والأسود والحيات مني للإنسان.. لقد كنت حينها ممتلئا بالقسوة.. لا لأن فطرتي كانت
كذلك، ولكن لأن العقائد والأفكار التي كنت أؤمن بها كانت تدعوني إلى ذلك.
فنظرية التطور ليست مجرد تكهنات ترتبط
بتفسير نشأة الحياة وتطورها، وإنما هي رؤية كاملة للحياة، تنتج عنها الكثير من
المواقف والسلوكات العملية الغارقة في المادية.
أتذكر جيدا أنه جاءني في ذلك اليوم صديق
لي كان لا يقل عني قسوة وغلظة، كان اسمه [توماس]، وكان يفخر دائما بكونه سميا لذلك
المجرم [توماس روبرت مالتوس][1] صاحب نظريّة مالتوس في علم السكان،
والتي نشرها سنة 1798 تحت عنوان [مقال عن مبدأ العام للسكان كما يؤثر في تقدم المجتمع
في المستقبل]، والتي ذكر فيها أن (قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة الأرض في إنتاج
الغذاء)، ذلك أن البشر يتزايدون كل خمسة وعشرين عاما بحسب متتالية هندسية، في
الوقت الذي يتزايد فيه الإنتاج الغذائي وفق متتالية حسابية فقط.
وبناء على ذلك قال: (ولما كان الإنسان لا
يستطيع الحياة دون غذاء، فإن هاتين
[1] انظر: توماس روبرت مالتوس من نظرية
السكان إلى لعنة الإبادة، علي سفر،نُشر في 2015/05/09، العدد: 9912، ص(15)
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 152