responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121

وابتدعها صديقي [ألبرت وليام ديمبسكي]؟

قال: هو لم يبدعها ولم يبتدعها.. بل هي قائمة في كل العصور.. فكل الفلاسفة والعلماء والعباقرة يشهدون بدقة الكون والحياة ولا يجادلون في ذلك إلا هؤلاء التطوريون الذين راحوا يصورون الحياة، وكأنها تنفيذ من غير تصميم، ومنتوج من غير تخطيط، وهذا مما يحيله العقل بالبداهة.

لست أدري كيف حننت إلى حديث صديقي [ألبرت وليام ديمبسكي]، فرحت أستفزه ليحدثني مثلما حدثني، فقال: أنت تعلم أن أهم مرحلة في أي إنجاز نراه أو نعيشه هو الفكرة التي أبدعته وانطلق منها.. أو هي ما يمكن أن يطلق عليه [التصميم]

فالمصمم[1] يقوم بتصميم النماذج، ورسمها على الورق.. والعادة في هذه التصاميم أن تنطلق من مشاهدات ومعارف سابقة، فلا يمكن لأي مصمم بشري أن يصمم شيئاً لم يره أو يعرفه في حياته، فهو يستمد إيحاءات مشروعه من الطبيعة حوله، فكل ما فيها هو تصميم قائم بحد بذاته.

ولذلك فإن التصميم يمر بمراحل كثيرة.. فالمصمم يقرر أولاً مادة التصميم والغاية منه.. ثم يحدد المستخدم المحتمل لهذا التصميم وحاجات هذا المستخدم.. وانطلاقا من ذلك يحدد مقاييس التصميم..

ولهذا فإن المصممين في العادة أقل الناس استخداماً للمواد أثناء العمل، ذلك أن الحاجة الأولى خلال كل تلك العملية هي اختراع الأفكار الذكي،ة أو التفاصيل الثانوية، إلى جانب العمل الجاد.. فلا يحتاج المصمم في البداية لأكثر من ورقة بيضاء وقلم، وأثناء تشكيله للتصميم يقوم بمراجعة الأمثلة السابقة للنموذج.


[1] انظر: التصميم في الطبيعة: هارون يحيى، ترجمة : أورخان محمد علي.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست