responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104

العشوائية.. والتصميم

بعد أن انتهى الثاني من حديثه، قال الثالث، وهو يلتفت لي: لقد جاء الآن دوري لتكتب شهادتي، وكما أمليها عليك بالضبط.. فلا يصح لكاتب أن يكتب إلا الحقيقة كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ﴾ [البقرة: 282]

قلت: لا تخف.. فقلمي لا يكتب إلا ما يسمع، وليس لديه القدرة لأن يضيف شيئا، فهو أعجز من أن يفعل ذلك.

قال: كما حدثك صاحبي عن تخلف تلك النظريات التي أرادت أن تفسر نشأة الحياة وتنوعها عن العلم والعقل والمنطق.. فإني سأحدثك عن تخلفها كذلك عن التصور الصحيح لذلك التصميم البديع للكون.. فقد راحت ترمي قمة الإبداع والإتقان والدقة بالعشوائية والصدفة والعبث.

وسر ذلك كله هي أنها لم ترحل بقلبها ولا عقلها إلى آفاق قوله تعالى، وهو يعدد صفات كماله وآثارها: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)﴾ [الملك: 1 ـ 4]

ولم يرحلوا إلى قوله تعالى، وهو يصف صنعته المحكمة الدقيقة: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88]

قلت: وكيف رحلت أنت إلى هذه الآيات الكريمة؟

قال: قصة ذلك طويلة، فقد بدأت كما يبدأ سائر من ولد في تلك البلاد بنظرية التطور التي رضعناها مع حليب أمهاتنا، فصرنا نراها بديهة من البديهيات، ومسلمة من المسلمات

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست