نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80
أن تتخذ هندسات مختلفة تربط الأوتار فيما
بينها.. لكن قوانين الطبيعة تختلف باختلاف هندسات الطبيعة.. وبذلك ثمة إمكانية
وجود قوانين طبيعية مختلفة تحكم أكوانا ممكنة متنوعة في تلك الأبعاد الإضافية..
وهكذا توصلنا نظرية الأوتار أيضا إلى أنه
توجد أكوان ممكنة عدة إن لم تكن لامتناهية في العدد.. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثمة
بلايين من الحلول المختلفة والمتعارضة لمعادلات نظرية الأوتار.. وبذلك كل حل منها
يصف كونا ممكنا مختلفا عن الأكوان الممكنة الأخرى التي تصفها الحلول الأخرى
لنظرية الأوتار.. من هنا، تصر نظرية الأوتار على وجود أكوان ممكنة مختلفة.
قال الرجل: أبهذه النظرية فسر أستاذك الأسئلة
المحيرة لنشأة الكون ونظامه؟
قال هوكينج: أجل.. فنظرية الأكوان الممكنة تجيب
على السؤال الأساسي الذي حير الإنسانية، والذي هربت منه إلى الأديان، وهو: لماذا
نوجد؟.. ولماذا يوجد عالمنا بقوانينه وحقائقه بالذات؟
فبالنسبة لهذه النظرية التي أبدعها أستاذي هوكينج
توجد أكوان ممكنة مختلفة وعديدة إن لم تكن لامتناهية في العدد.. وبهذا فمن الطبيعي
أن يوجد عالم كعالمنا تحكمه قوانينه الطبيعية بالذات، وتسمح بنشوء الحياة ونشوئنا.
بل إن نظرية أستاذي تنص على أن الأعداد
الهائلة للأكوان الممكنة تجعل من غير المستغرب وجود أكوان شبيهة بعالمنا أو مطابقة
له تتمتع بحقائقها وقوانينها بالذات وقادرة على إنجابنا.. فكما أنه توجد أكوان
تمنع قوانينها وحقائقها نمو الحياة والعقل، ثمة أكوان أخرى تسمح بوجود حياة وعقل وتؤدي
إليهما.
ولذا من غير المستغرب ـ كما يذكر أستاذي هوكينج
ـ أن نوجد في عالم من تلك العوالم الملائمة لنشوء الحياة.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80