نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
اعتمد عليه في موقفه هذا.
قال هوكينج: السند الأول هو نظرية ميكانيكا
الكم.. والتي برهنت التجارب فيها على أن الجسيم يتصرف، وكأنه جسيم وكأنه موجة في
الوقت نفسه.. مع أن الموجة نقيضة الجسيم، وبذلك يستحيل أن يكون الجسيم جسيما وموجة
في آن واحد.. وهذا يدل على أنه لابد من وجود عالمين: عالم حيث الجسيم جسيم.. وعالم
آخر حيث الجسيم موجة.
أو بتعبير آخر، تعتبر ميكانيكا الكم أن قطة
شرودنغر حية وميتة في آن واحد؛ فمن غير المحدد ما إذا كانت حية أم ميتة.. لذا لابد
من وجود كونين: كون حيث قطة شرودنغر حية، وكون آخر مختلف حيث قطة شرودنغر ذاتها
ميتة.
وهكذا حلت ميكانيكا الكم هذا الإشكال العلمي
من خلال اعتبار أنه بالفعل توجد أكوان ممكنة متنوعة وعديدة.. وقد عبر أستاذي [ستيفن
هوكينج] على هذا الاتجاه العلمي بقوله: (بالنسبة إلى ميكانيكا الكم، لا يوجد
الجسيم في مكان معين، بل يوجد في كل الأمكنة الممكنة في الوقت نفسه.. فإذا طبقنا
هذا المبدأ العلمي على الكون كله، فسنحصل على نتيجة أن الكون كله لا يوجد في حالة
معينة، بل يوجد في كل الحالات الممكنة.. وبذلك ثمة أكوان ممكنة عدة إن لم تكن
لامتناهية في العدد.. فالحالات الممكنة المختلفة للوجود ليست سوى العوالم الممكنة
المتنوعة)
قال الرجل: هذا السند الأول، وقد فهمناه..
فما السند الثاني؟
قال هوكينج: السند الثاني هو نظرية الأوتار
العلمية.. فالكون ـ بحسب هذه النظرية ـ ليس سوى عزف موسيقي.. فالكون يتكون من
أوتار وأنغامها، ومع اختلاف ذبذبات الأوتار تختلف مواد الكون وطاقاته..
وهذه النظرية تستلزم وجود أبعاد عدة بالاضافة
إلى الأبعاد المكانية الثلاثة المعروفة (العمق والطول والعرض والبعد الزماني).. وفي
هذه الأبعاد الإضافية من الممكن للأوتار
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79