نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
المكون الجوهري للوجود المادي.. فهل هو كينونة فيزيائية
حقيقية أم مجرد فكرة ليس إلا؟
ولو كان الزمان والمكان كينونات حقيقية.. فهل هما جوهريان
وأوليان ليس هناك مايولدهما، أم أنهما جزء من مكونات أولية أخرى غير معروفة أو غير
مكتشفة بعد؟
وإذا كان هذا هو واقع الحال فماذا يعني الفراغ بالنسبة
للمكان؟.. وهل هناك بداية للزمان؟.. وما سر اتجاه الزمان أو ما يسمى سهم الزمان؟...
وهل يسير هذا الأخير على نحو حتمي من الماضي إلى المستقبل؟.. وهل سنتمكن يوماً ما
من التلاعب بالمكان والزمان والسيطرة عليهما أو التحكم بهما بغية تحقيق الترحال في
أرجاء الكون المرئي المهولة؟
ولا ننسى بعد هذا معضلة الواقع.. فما هو الواقع حقاً؟.. فنحن
البشر نمتلك تجارب الإدراك الحسي والتأمل الداخلي والتفكير العقلاني والربط
والاستنتاج المنطقي، ولكن كيف نتيقن أن ملكاتنا الشعورية والحسية تقدم لنا صورة
صادقة وحقيقية للعالم الخارجي المحيط بنا؟
فالفلاسفة والمبدعون من الشعراء والروائيين والسينمائيين
صاغوا لنا عوالم اصطناعية وافتراضية أنتجتها محاكات عصابية ذات تكنولوجيا عالية
ومتقدمة جدا وبالأخص الخدع المؤثرات البصرية الخاصة والمتقنة جداً، وفي نفس الوقت
هناك العديد من علماء الفيزياء والكونيات والفلك يعون بقوة أن الواقع، كما نرصده
ونشاهده، قد لا يكون لها أي صلة مع الواقع الحقيقي الذي لا يمكننا إدارك كنهه وسبر
أغواره، هذا على افتراض وجود مثل هذا الواقع الحقيقي.
ذلك أننا نعتمد فقط على مشاهداتنا ورصدنا ومعداتنا البدائية
رغم تطورها وتقدمها التكنولوجي، قياساً بما هو مطلوب، لرصد حقيقة الكون المرئي
ومعماريته وهندسته وشكله وأبعاده، ونتوسل لغة الرياضيات والمعادلات والحواسيب
المتطورة العملاقة التي تتيح لنا القيام بعملية محاكاة تبعاً لما لدينا من معطيات..
ومن هنا ننطلق للبحث عن النظرية الأكثر
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202