نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
الغيب والشهادة
بعد انتهاء المحور الثالث من الحديث عن الكون
بين الرؤيتين الإيمانية والإلحادية، وبعد أخذ فترة قصيرة من الراحة، قام المسؤول
عن الشؤون العلمية في تلك البلدة، وقال: بعد انتهائنا من المناقشات حول المحور
الثالث، والمتعلق بالحياد والتدبير، وعلاقتهما بالكون.. سنتحدث الآن عن محور آخر،
له علاقة بكلتا الرؤيتين الإيمانية والإلحادية.. وهو [الكون بين الغيب والشهادة]
فهل الكون محصور فيما نراه من العالم المرئي،
أو العالم الذي يطلق عليه [علم الشهادة]؟ أم أن فيه جوانب لا نراها، ولا تدركها
أجهزتنا الدقيقة، وهو بالتالي من [عالم الغيب]؟
وهل كل المعارف العلمية التي يتمسك بها دعاة
الإلحاد ناتجة عن علم مشهود، وتجربة حسية، أم أن منها ما هو كذلك، ومنها ما هو حدس
وتخيل وفلسفة وقذف ﴿بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [سبأ: 53] ؟..
سنحيل الإجابة على هذه الأسئلة إلى علمائنا الأفاضل مع مناقشة الحضور لهم.
العلم والغيب:
قام أحد العلماء غاضبا، وقال مخاطبا المسؤول
عن الشؤون العلمية: ويلك يا رجل.. كيف تقول عن العلم الحديث الذي يتمتع بكل أنواع
المصداقية أنه قذف بالغيب.. إن هذا يدل على أنك وأهل بلدك، والمؤمين بالأديان
جميعا لا تعرفون العلم الحديث، وتلك الأساليب الدقيقة التي يستعملها لإثبات
الحقائق، وحتى لا يفقد مصداقيته.
ولهذا اسمحوا لي أن أحدثكم عن هذا الجانب
المهم في العلم الحديث، والذي يختلف به عن الدين الممتلئ بالخرافات والتفسير
الغيبي الذي لا سند له.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157