نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148
تستهلك هذا الغاز مطلقة ثاني أوكسيد الكربون
لأصبح الغلاف الجوي بعد برهة قصيرة خانقا للأحياء بالرغم من ممارستها لوظيفة
التنفس الحيوية، وفي النهاية يحدث الموت الجماعي للأحياء.. إلا أن كل ذلك لا يحدث
لأن الله الخالق القدير خلق كل شيء بميزان ولذلك يحافظ الأوكسجين على نسبته
الثابتة في الغلاف الجوي والتي تعتبر النسبة المثالية لاستمرار الحياة على هذا
الكوكب..وهذه النسبة تمثل حدا فاصلا بين الفائدة وبين الخطورة.
سكت قليلا، ثم قال: ليس ذلك خاصا بالأوكسجين
فقط، بل إن الغلاف الجوي جميعا يتميز بأنه خليط من الغازات الموجودة بنسب متوازنة
توازنا حسّاسا للغاية، فكل غاز يوجد بالكمية والنسبة الملائمتين، حتى نسبة ثاني
أوكسيد الكربون والضار بالإنسان له مهمة جدا.. فهو يلعب دورا كبيرا في منع رجوع
الإشعاعات الشمسية المنعكسة من سطح الأرض إلى الفضاء الخارجي محققا التوازن
الحراري للأرض.
والأغرب من ذلك أن مكونات الغلاف الجوي تبقى
ثابتة نتيجة النشاطات الحيوية وطبيعة التغيرات الحادثة في التضاريس والطبقات
الأرضية في جميع أنحاء الأرض..
والأغرب من ذلك كله هو تلك الكثافة المثلى للغلاف
الجوين والملائمة للتنفس.. فالمعروف أن الضغط الجوي يعادل 760 ملم زئبق بمستوى سطح
البحر، وكثافة الهواء في نفس المستوى تعادل غراما واحدا في اللتر، أما انسيابية
الهواء بمستوى البحر فتعادل 50 ضعف انسيابية الماء..
إنّ هذه القيم الواردة ليست مجرد أرقام بل
حقائق طبيعية وضرورية لحياة الإنسان، لأن الهواء الذي تتنفسه الأحياء يجب أن يتصف
بهذه الخصائص المتميزة الموجودة حاليا مثل مقدار الكثافة والانسيابية والضغط الجوي..
فلو كانت كثافة وانسيابية الغلاف الجوي أكثر بقليل مما هي عليه لأصبحت عملية
التنفس صعبة للغاية، ويمكن تشبيهها عندئذ
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 148